بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله تعالى رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين
لماذا يحاصر المسيح الدجال المدينة المنورة ؟
كلنا نتفهم سبب ذهاب جيش السفياني من الشام إلى الحرمين لأن الأحاديث واضحة في ذلك وهو أنه وجيشه يطلب قتل المهدي العائذ الذي ظهر في مكة وبايعه المسلمون في هذا الوقت من الزمان وبذلك صار ينازعه خلافته أو دولته الوليدة في الشام .
وتنتهي القصة بخسف عظيم يقع لهذا الجيش القادم من الشام .
ثم تتوالى الأحداث ويغضب المسيح الدجال غضبته ويخرج بفتنته الكبرى من أرض الشام أيضا وتحديدا من خلة بين الشام والعراق أي طريق بين الشام والعراق
ومعلوم لنا أن المسيح الدجال لا يهمه سوى أمرين : أولهما هو القضاء على الإسلام
وثانيهما هو دعوة الناس للإيمان بقدراته ومشروعه الدعوي الذي يصل به معهم لإدعاء النبوة ومن ثم يصل معهم لإدعاء الإلوهية !!
وبالتالي فإنه في سبيل تحقيق هدفه الأول وهو القضاء على الإسلام نهائيًا وكذلك تحقيق هدفه الثاني وهو الوصول بدعوته للناس بعبادته في كل أرض , فليس بوسعه إلا أن يدخل آخر مدينتين لم تدخلهما فتنته ودعوته النجسة لعبادته ألا وهما المدينة المنورة ومكة المكرمة فإن أستعصى عليه دخول مدينة فهذا يعني أنه ليس ( الرب ) مثلما يقول !! فكيف يعجز الرب عن دخول مدينة في ملكوته !!!
فإنه إن دخل مكة والمدينة آمن الناس بكماله وكذبت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحريم دخولهما عليه عند خروجه بفتنته .
وكذلك يقضي على الإسلام في حرمي الله ورسوله فيفعل ما يشاء بالكعبة وبمسجد رسوله صلى الله عليه وسلم !! فهو حينها رب مطاع !!!
ثم نجد سببا واضحا آخر لإصرار المسيح الدجال على حصار المدينة المنورة ففيها يرقد جثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يمثل للمسيح الدجال مشكلة كبرى وعداوة بغيضة غير مبررة ظاهريا !!!
ولذلك نجد أن المسيح الدجال أول ما يقدم إلى المدينة المنورة يصعد فوق جبل أحد هو وأنصاره ويخاطبهم وهو يشير لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول : هذا القصر الأبيض .. هذا مسجد أحمد !!
فهو مطلبه الذي يسعى إليه برغبة عارمة وهو ما يحرص على بيان موقعه خصيصا من فوق عالية الجبل !! وكأن خصومته مع صاحب هذا القصر الأبيض من الأصل !!! الذي جعل خصومته شغله الشاغل ومقصده من حصار المدينة ذاتها !!!
كذلك يمثل حصاره للمدينة المنورة (( وهي أول المقصدين لغزوته لمكة والمدينة من حيث يأتي من إتجاه الشام )) يمثل رغبته في قتل ألد خصومه وهو المهدي العائذ وربما الشاب المؤمن الذي يخرج من المدينة ليقولها في وجه المسيح الدجال ( أنت المسيح الدجال الكذاب الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
ولعل هذا السبب الأخير هو الذي يدفع المسيح الدجال للبقاء في حصاره للمدينة ولا يتركها ويلتف من حولها حتى ليقصد مكة المكرمة بالغزو مثلا !!!
فقتل المهدي والشاب المؤمن يصبحا حينها أكثر إلحاحا بالنسبة للمسيح الدجال إرضاءا ( لغضبته الكبرى الشديدة ) التي تغلب عليه حينها فهذين الرجلين المهدي والشاب المؤمن هما من أفسدا مشروعه ودعوته وعبادته !! هذا ما يتصوره الدجال !! وهذا ما سيغلب عليه تفكيره كالمجنون المستشيط غضبا وعندا وغرورا .
ولعل ذلك هو ما يدفع الشاب المؤمن الممتلئ شبابا الذي يصاحب المهدي ويكون معه في المدينة وقت حصار المسيح الدجال لها أن يخرج من المدينة ليتحدى المسيح الدجال ويقولها في وجهه مرات ومرات أمام أنصاره ومسالحه حتى ينقض عليه الدجال ويذبحه ليشفي غليله وليطفئ نار غضبته وثورته العارمة .
فلما يجد المسيح الدجال أنه لا جدوى من قتل الشاب المؤمن وأنه عندما يحييه الله يعود فيقولها له : أنت المسيح الدجال الكذاب الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتتهاوى فتنته ودعوته ويكتشف أتباعه عجزه الكامل وكذبه فلا يبقى للدجال إلا أن يلوذ بأحبابه من يهود ليحتمي بينهم فيهرع إلى الشام حيث أرض فلسطين وحيث باب لد وفيها مطار بن جوريون اليهودي الآن .
فلعله إن حدث ذلك في عصرنا هذا فإنه يحاول أن يحتمي بيهود أو بالوصول لمطار بن جوريون ليسافر أحدى رحلاته المكوكية حتى لا يدركه أحد فيقتله بعد أن أستنفذ فتنته وقدراته ومعجزاته وبطل سحره وأنفض عنه أنصاره .