بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة سورة الكهف شفهيا أو دوريا لا تعصم من فتنة المسيح الدجال
لماذا ؟
معلوم لكل مسلم أن ( حفظ ) أوائل وأواخر سورة الكهف يعصم من فتنة المسيح الدجال وذلك عن طريق ( حفظ الآيات في الصدور وتلاوتها في وجه الدجال وأعوانه عند خروجه بفتنته الكبرى فنتقي شر فتنته ) .
ولكننا نجد أن هناك حديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من ( قرأ ) أواخر الكهف عُصم من فتنة الدجال !!
وفهم الجميع من هذا الحديث أن القرءاة الدورية لسورة الكهف كل جمعة مثلا تكفي للعصمة من فتنة المسيح الدجال دون الحاجة ( لحفظ ) آيات منها !!
وذلك بسبب عدم الفهم لمعنى كلمة ( قرأ ) التي وردت بالحديث من الأصل !!
وبالطبع قبل أن أشرح معنى كلمة ( قرأ ) سأبين لكم خطورة الإعتماد على القراءة فقط بمعناها المتداول بيننا وهو مجرد القراءة الدورية من المصحف الشريف لسورة الكهف كل جمعة مثلا
فالذي يعتمد على هذه القرءاة فقط ولم يحفظ آيات من سورة الكهف ثم يجد نفسه يوما ما في مواجهة المسيح الدجال وفتنته الكبرى فماذا عساه أن يفعل !! وصدره خاوي من آيات العصمة من الفتنة !!
هل يجري ويبحث عن مصحف ليقرأ منه !! وهل الدجال وأعوانه وظروف الفتنة ستسمح له بأن يبحث عن مصحف وعن ضوء يقرأ بمساعدته بل هل سيترك الدجال وأعوانه المصحف بين يديه ولا يطيحون به من قبل أن يبدأ من التلاوة منه !!!!
وهذا هو ما يوضح ببساطة الخطر الداهم على كل من يعتمد على التلاوة الدورية فقط لسورة الكهف دون حفظ آيات العصمة منها وهي العشر الأوائل والعشر الأواخر منها .
أما الحافظ للآيات فيستطيع على الفور أن ( يقرأها ) في وجه المسيح الدجال غيبا من صدره .
وهو الأمر الذي ينتقل بنا إلى بيان معنى كلمة ( قرأ ) في بعض الأحاديث
فالمقصود بعبارة ( من قرأ ) أي من كان حافظا أصلا للآيات ثم تلاها غيبا وقرأها في وجه المسيح الدجال فإنه يُعصم من فتنته بإذن الله تعالى .
فالمعنى اللغوي للقراءة هو التلاوة عن ( حفظ )
وقد ورد هذا المعنى في القرءان الكريم
فقال الله تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
أي تعلم وأحفظ لتتلو على الناس .
كذلك قال الله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ } أي إذا جمعناه وحفظناه فأتبعه كما حفظته
كذلك قال الله تعالى : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى } أي بمعنى التعليم الذي يحفظ في الذاكرة وجاء بناء عليه الأمر بعدم النسيان لما سيتم تعليمه وتحفيظه للرسول صلى الله عليه وسلم .
كذلك كان معروفا أن ( القراء ) من الصحابة هم ( حفاظ القرءان الكريم ) وهم الذين أستشهد كثير منهم في حروب المرتدين ولذلك أمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرءان بعد هذه الحرب خشية أن يضيع القرءان بوفاة من تبقى من حفظة القرءان الكريم من ( القراء ) أي ( الحفاظ ) .
وأخيرًا فإن معنى كتاب ( القرءان ) نفسه .. يأتي من لفظة ( قرأ ) ولكن بصيغة المبالغه ... أي الكتاب المبالغ في حفظه ...
ولذلك فالمعنى يتضح أكثر وهو أن الحافظ لآيات سورة الكهف عليه أن يبادر بتلاوتها وقراءتها في وجه المسيح الدجال إذا ألتقى به أو واجهه .
ولذلك لابد من ( حفظ ) العشر آيات الأوائل والعشر آيات الأواخر من سورة الكهف
حتى يمكنكم تلاوتها في وجه المسيح الدجال إذا واجهكم بفتنته الكبرى .