PM 08:45 ,19-04-14
علي محمود فراج
وفقه الله
اقتباس:المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن زيكا ما أحسن تفسير لهذا الفعل بارك الله في جهودكم أفيدونا |
الحمد لله كما ينبغي أن يُحمد، و صلى الله على محمد و على آله و أصحابه و أتباعه – و ألحقنا بهم و بعد ..
يظهر لي أن أم حرام لم تفلي رأس النبي صلى الله عليه و سلم و أسوق ما يلي :
أولا:
الرواية الوحيدة التي ورد فيها ذكر "فلي أُمّ حَرَام رأس النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم " - و تعد استثناءاً من بقية الروايات - هي رواية إسحاق بنِ عبد الله بن أبي طلحة ، و هو بذلك يخالف جميع الرواة الآخرين ،
و السؤال هو :
ما الذي يمكن استنتاجه من أن جميع الرواة يروون الحديث بدون أي كلام عن تفلية إلا راوي واحد ؟
و لماذا يؤخذ برواية الواحد و تُقدم على بقية الروايات ؟
أوليس الأصل أن شهادة الكثرة مقدمة على شهادة الواحد ؟ - و خاصة أنه لا يوجد ما يبرر مخالفة هذا الأصل .
ـــــــــــــ
قد يقال أن عدم ذكر الشيء ليس معناه نفيه – بمعنى أن عدم ذكر بقية الرواة للفظة التفلية لا ينفي وقوعها و لذلك يمكن الجمع بين رواية إسحاق و رواية من لم ينفوا وقوع التفلية .
قلت : وقوع التفلية هو شيء ليس شائع و لا متعارف عليه و الأصل أنه لا يقع و بالتالي عدم ذكره معناه نفيه ، و لا يَثبُت وقوعُه إلا تصريحاً و بيانا واضحا لا لبس فيه .. و إنما الشيء الشائع وقوعه هو الذي يقال عنه أن عدم ذكره ليس معناه نفي وقوعه .
و لذا لا يمكن الجمع بين النفي و الاثبات .
ثانياً :
وسيلتي في النظر في هذا الإشكال هي جمع كل أقوال الشهود و النظر فيها ...
و قد تبين في ما أوردتُه أولاً ، أن الشاهد " إسحاق " يخالف يقية الشهود بذكره للفظة التفلية
و هنا أقف على " شهادة موثقة " لهذا الشاهد و هو يروي الحديث دون ذكر لفظة التفلية .
إذن هذا الشاهد ليس فقط ينفرد – دون البقية - بشهادته بوقوع التفلية ، و إنما له شهادتان
شهادة تخالف البقية ، و شهادة توافقهم
هذا نص حديث عند البخاري من طريق إسحاق و ليس فيه أي كلام عن تفلية :
اقتباس:6282 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءٍ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ قَالَتْ فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ .... الحديث . |
و السؤال بوضوح :
ما الذي يمكن استنتاجه من أن يخالف إسحاق بقية الرواة بذكره وقوع التفلية ؟ .. و هل سمع إسحاق من أنس ما لم يسمعه الآخرون ؟
و ما الذي يمكن استنتاجه من موافقة إسحاق لبقية الرواة بعدم ذكره للتفلية كما عند البخاري برقم 6282 ؟
هل يعد ذكر إسحاق للتفلية تارة و عدم ذكرها تارة - هل يُعدُّ ذلك من باب " مخالفة الراوي لما روى"
ألا تعد مخالفة الرَّاوي لما روى ، قرينةً على وهم الرِّواية ؟ ، هذا مع ما قد يحتفُّ بالطُّرق من قرائن أخرى يتبين بها الصَّواب .
أورد ابن رجب في شرح العلل (2/796) . مبيناً ذلك ما نصه : « قاعدة : في تضعيف حديث الرَّاوي إذا روى ما يخالف رأيه . قد ضَعَّفَ الإمام أحمد وأكثر الحفَّاظ أحاديث كثيرة بمثل هذا »، ثم ذكر أمثلة لذلك ................... "
أم أن الكلام عن التفلية مدسوس على إسحاق ؟
و لنا أن نسأل :
ماذا قال أنس رضي الله عنه ؟
روى هذا الحديث عن أنس أربعة ... ثلاثة و رابعهم هو إسحاق
هل سمع إسحاق غير ما سمعه الثلاثة رواة ؟
هل سمع إسحاق انس يقول بوقوع التفلية تارة و بعدم وقوعها تارة ؟
ـــــــــــــــــــــــــ
رَوَى الحديثَ عَنْ أُمّ حَرَام أربعة:
-الأوَّل: الصحابيّ الجليل أنس بن مالك.
-الثاني: عمير بن الأسود.
-الثالث: يعلى بن ثابت -وفي ثبوت هذا الطريق نظر.
-الرابع: عطاء بن يسار-على خلافٍ في إسناد هذا الحَدِيث.
وأنسُ بنُ مالك أشهر من روى الحَدِيث عَنْ أُمّ حَرَام وأجلهم وأتقنهم، ومما يُمَيّز روايته أيضاً أنّ أُمّ حَرَام إحدى خالاته.
وَرَوَى الحديثَ عَنْ أنس أربعةٌ:
الأوَّل: إسحاقُ بنُ عبد الله بن أبي طلحة.
الثاني: مُحَمَّد بنُ يحيى بن حَبّان.
الثالث: أبو طُوَالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاريّ.
الرابع: المختار بن فُلْفُل.
كل هؤلاء يروون الحديث دون أي كلام عن تفلية ... و إسحاق يرويه بذكر لفظة التفلية تارة و بدونها تارة
فماذا تستنتج من ذلك ؟
ثالثا:
الكلام عن وقوع التفلية مثله مثل شبهات أخرى يثار حولها جدل – تجد هذا الجدل قائم على أساس مجهول
يجب ان يكون جزء رئيسي من الموضوع مجهول حتى يمكن ان تكون الشبهة مثيرة للجدل و القيل و القال و حتى إذا أراد المحققون أن يبحثوا في أصل الموضوع وجدوا أنفسهم يواجهون المجهول .
و الجزء الرئيسي المجهول في هذه القصة هو " الصلة بين أم حرام و النبي صلى الله عليه و سلم "
فتارة تجد من يقول أنها خالته من النسب ثم يرد عليه آخر بأنها ليست خالته من النسب
و تارة تجد من يقول أنها خالته من الرضاعة ثم يرد عليه من يقول أنها ليست خالته من الرضاعة
و تارة تجد من يقول أنها خالته من الرضاعة و شأن الرضاع يخفى .. و هو بذلك يحيل الدليل إلى " دليل يتطرَّق إليه الاحتمال " و يصبح مجرد قرينة تحتاج إلى التثبت منها .
و قد ذهب البعض إلى افتراض وقوع التفلية و التسليم بوقوعها ، ثم البحث في المجهول عن الصلة بين ام حرام و النبي صلى الله عليه و سلم ....
و الفطنة و منطق العقل تقتضي من الوهلة الأولى إدراك أن أي كلام عن تفلية دون تحديد الصلة بين أم حرام و النبي صلى الله عليه و سلم هو كلام يراد به إثارة شبهة مبنية على مساحة مجهولة حتى يتعذر على المحققين النظر فيها .
و أنا أعتب على كل من افترض وقوع التفلية ثم ذهب ينظر في المجهول فحاله مثل حال التلاميذ في المثل المشهور الذي مفاده :
أن أحد الحكماء أراد أن يمتحن تلاميذه، فعمد إلى جرة كانت في الشمس، فقلبها من غير أن يروه، ودعاهم، فقال: إني أرى وجه هذه الجرة المقابل للشمس باردًا. ثم قلبها ولمس الجانب الآخر معهم، فإذا هو ساخن؛ فطالبهم بعلة ذلك، فطفقوا ينتحلون العلل وهو يردها، ولما سألوه عن رأيه في ذلك قال: إنه يجب أن يُتثبت من صحة الشيء أولا، ثم يبُحث عن علته. وكون الجانب المقابل للشمس من هذه الجرة باردًا، والجانب المقابل للأرض ساخنًا غير صحيح، بل قلبتها أنا لأختبر فطنتكم.
رابعاً:
لمن كانت التفلية ؟
عندما تراجع نصوص الاحاديث التي وردت فيها لفظة التفلية تجد أنها تعرضت لإعادة صياغة لتؤدي معنى متفاوت
فتارة تجد النص يحتمل معنى أن التفلية كانت لرأس عبادة بن الصامت و ليست لرأس النبي صلى الله عليه و سلم
و تارة تجد تكرار الاسم بدون داعي بصورة تستوقف كل صاحب نظر و كل من يعرف معنى تذوق اللغة العربية
و من أمثلة النصوص التي تحتمل أن تكون التفلية لرأس عبادة بن الصامت :
عند البخاري برقم 7001 ، و فيه :
اقتباس:"..... وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...." |
(( قلت عبادة دخل عليها فأطعمته و جعلت تفلي رأسه ... و أما الذي نام فهو رسول الله صلى الله عليه و سلم ))
ــــــــــــــــ
و من أمثلة تكرار الاسم بدون داعي ما تجده في :
اقتباس:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ ..... الحديث |
قلت :
هذه الصياغة مثل من يقول :
[استيقظ أحمد مبكرا فقام أحمد نشيطاً و توضأ أحمد و صلى أحمد ثم ذهب أحمد إلى المدرسة ]
و هذه الصياغة تستحق التوقف عندها و النظر في ما تحتمله !
و يظهر من هذه الصياغة أن من صاغها كان يتعمد أن يجعل التفلية لرأس النبي صلى الله عليه و سلم و يزيل احتمال كونها لرأس عبادة كما وردت في مواضع اخرى
واضح انه كان حريصا على ذلك لكنه لم يكن حريصا على أن يخبرنا بصلة أم حرام بالنبي صلى الله عليه و سلم !
و لم يكن حريصاً على أن يخبرنا عن السبب الذي جعل راويا واحدا فقط يخالف جميع الرواة .
و لاحظ انه يُفترض أنه كان حديث عهد بأنس و سمع منه و كان يمكنه ان يسأله عن ما شاء.
خامساً:
في مصنف عبد الرزاق الصنعاني ورد حديث شديد التشابه مع حديث أم حرام بنت ملحان و هذا نصه :
اقتباس:9629 - عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حذيفة قالت نام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله قال لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم كمثل الملوك على الأسرة ثم نام ثم استيقظ أيضا فضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله فقال لا ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا لهم قالت ادع الله لي أن يجعلني منهم قال فدعا لها قال فأخبرنا عطاء بن يسار قال فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم |
وورد في فتح الباري لابن حجر ما نصه :
اقتباس:وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ أَنَسٍ فَمِنْهُمْ من جعله من مُسْنده وَمِنْهُم جعله من مُسْند من أُمِّ حَرَامٍ وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ أَوَّلَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَنَسٍ وَقِصَّةُ الْمَنَامِ مِنْ مُسْنَدِ أُمِّ حَرَامٍ فَإِنَّ أَنَسًا إِنَّمَا حَمَلَ قِصَّةَ الْمَنَامِ عَنْهَا |
..... إلى أن قال :
اقتباس:وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ فَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ الرُّمَيْصَاءِ أُخْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ وَأخرجه بن وَهْبٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أُمِّ حَرَامٍ وَكَذَا قَالَ زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ قَول من قَالَ فِي حَدِيثُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ هَذَا عَنْ أُمِّ حَرَامٍ وَهْمٌ وَإِنَّمَا هِيَ الرُّمَيْصَاءُ وَلَيْسَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنْ كَانَتْ يُقَالُ لَهَا أَيْضًا الرُّمَيْصَاءُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمَنَاقِبِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ لِأَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ لَمْ تَمُتْ بِأَرْضِ الرُّومِ وَلَعَلَّهَا أُخْتُهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ملْحَان فقد ذكرهَا بن سَعْدٍ فِي الصَّحَابِيَّاتِ وَقَالَ إِنَّهَا أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ خَبَرِهَا إِلَّا مَا ذكر بن سَعْدٍ فَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ هِيَ صَاحِبَةَ الْقِصَّةِ الَّتِي ذكرهَا بن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَتَكُونَ تَأَخَّرَتْ حَتَّى أَدْرَكَهَا عَطَاءٌ وَقِصَّتُهَا مُغَايِرَةٌ لِقِصَّةِ أُمِّ حَرَامٍ مِنْ أَوْجُهٍ :
الْأَوَّلُ أَنَّ فِي حَدِيثِ أُمِّ حَرَامٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَامَ كَانَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ وَفِي حَدِيثِ الْأُخْرَى أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَهَا كَمَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ .
الثَّانِي ظَاهِرُ رِوَايَةِ أُمِّ حَرَامٍ أَنَّ الْفِرْقَةَ الثَّانِيَةَ تَغْزُو فِي الْبَرِّ وَظَاهِرُ رِوَايَةِ الْأُخْرَى أَنَّهَا تَغْزُو فِي الْبَحْرِ .
الثَّالِثُ أَنَّ فِي رِوَايَةِ أُمِّ حَرَامٍ أَنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْفِرْقَةِ الْأُولَى وَفِي رِوَايَةِ الْأُخْرَى أَنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ .
الرَّابِعُ أَنَّ فِي حَدِيثِ أُمِّ حَرَامٍ أَنَّ أَمِيرَ الْغَزْوَةِ كَانَ مُعَاوِيَةَ وَفِي رِوَايَةِ الْأُخْرَى أَنَّ أَمِيرَهَا كَانَ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ .
الْخَامِسُ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ ذَكَرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ وَهُوَ يَصْغُرُ عَنْ إِدْرَاكِ أُمِّ حَرَامٍ وَعَنْ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ بَلْ وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ عَلَى مَا جَزَمَ بِهِ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَعَلَى هَذَا فَقَدْ تَعَدَّدَتِ الْقِصَّةُ لِأُمِّ حَرَامٍ وَلِأُخْتِهَا أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ فَلَعَلَّ إِحْدَاهُمَا دُفِنَتْ بِسَاحِلِ قُبْرُسَ وَالْأُخْرَى بِسَاحِلِ حِمْصَ وَلَمْ أَرَ مَنْ حَرَّرَ ذَلِكَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى جَزِيلِ نِعَمِهِ |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وورد في كتاب الرؤيا – حمود التويجري ما نصه :
اقتباس:الحديث الثاني: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهو يضحك فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ قال: «لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة»، قالت: ثم نام ثم استيقظ أيضًا يضحك فقلت: تضحك يا رسول الله مني؟ قال: «لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورًا لهم»، قلت: ادعُ الله أن يجعلني منهم فدعا لها، قال: فأخبرني عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم، رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه، وقال: فيه عطاء بن يسار: أن امرأة حذيفة قالت. والظاهر أن قوله امرأة حذيفة تصحيف من بعض النسّاخ أو الطابعين، والصواب أن امرأة حدثته كما جاء ذلك في رواية الإمام أحمد عن عبد الرزاق. ويدل لهذا ما رواه أبو داود عن يحيى بن معين عن هشام بن يوسف عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أخت أم سليم الرميصاء قالت: نام النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ وكانت تغسل رأسها فاستيقظ وهو يضحك فقالت: يا رسول الله أتضحك من رأسي؟ قال: «لا»، قال أبو داود وساق هذا الخبر يزيد وينقص. انتهى. وإسناد هذه الرواية صحيح على شرط البخاري. وفيها بيان أن المرأة التي لم تسم في رواية الإمام أحمد هي الرميصاء أخت أم سليم. |
ـــــــــــــــــــ قلت : نحن إذن أمام قصة يزاد إليها و يُنقص منها جميع الرواة يذكرونها بدون أي كلام عن تفلية إلا راوي واحد تارة يوافق بقية الرواة و تارة يخالفهم و الصلة مجهولة بين أم حرام و النبي صلى الله عليه و سلم و القصة لها قصة شبيهة تجعل صاحبة القصة ليست أم حرام و لا أختها أم سليم و إنما أختٌ لهما ثالثة و تارة تكون التفلية لرأس النبي صلى الله عليه و سلم و تارة تكون محتملة لرأس عبادة بن الصامت و تارة الأخت الثالثة تغسل رأسها لو وضعت هذه الشواهد أمام قاضي منصف سيحكم بأن أم حرام لم تفلي رأس النبي صلى الله عليه و سلم .. و هذا ما أعتقده . أخيرا أقول قد جمعتُ هذه الشواهد منذ فترة و احتفظت بها لعلي أقف على شواهد جديدة أو لعلي أجد جوابا شافيا يكفيني الخوض في ما ليس لمثلي أن يخوض فيه .. ثم بدا لي أن أطرح ما عندي ههنا .. فجزى اللهُ خيرا من وجد صواباً فرجع إليه و أيده ، أو وجد خطأً فصوبه و سدده ، أو أوتي علماً فلم يبخل به عليَّ و قد جهلتُه ،أو وقف على ما عجزتُ عن أن أصل إليه فأفادني به .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول